معرض فني مشترك بدار الفنون بالدار البيضاء-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

معرض فني مشترك بدار الفنون بالدار البيضاء

تحتضن دار الفنون بالدار البيضاء معرضا تشكيليا مشتركا بين الفنان المغربي محمد الإدريسي المنصوري والفنان الروسي إيغور لوجينوف يقدمان خلاله أحدث أعمالهما الفنية المتميزة التي تشتغل بطريقتين مختلفتين على الضوء والألوان.

المعرض الذي سيفتتح يوم 7 دجنبر الجاري سيستمر إلى غاية الثلاثين من شهر يناير المقبل.

 

تسامي اللون في  أعمال الفنان المنصوري الإدريسي

يبدو أن تطور أعمال الفنان المنصوري الفريدة من نوعها و المميزة، يقاوم بقوة التصنيفات من خلال ما هو معروف من تصنيفات فنية : هل هي انطباعية جديدة أم انطباعية معاصرة أم غنائية خيالية أم ذات نزعة صوفية روحانية ...لذا ينبغي مقاربة هذه الأعمال الفنية بطريقة أخرى .

إنها تنحو نحو تكريس   ممارسة بلاستيكية جديدة. يشكل فيها اللون "مركزية" أعماله الفنية.. اللون باعتباره ميدانا للبحث ولكن أيضا باعتباره صمام إنذار لرنات ملفوفة طي الروح أو الخيال الإنساني .

فيها تحكم مدهش في الفرو قات التلوينية وفي الأصباغ والإيقاع والسحنات. احتدام للألوان المختلطة والمنظمة بطريقة مذهلة. بهذا تندرج أعمال المنصوري ضمن هذا القول المأثور "العمل الفني هو اللون واللون هو العمل الفني". لم يخطئ أولئك الذين استعملوا صيغة "الألوان الحرة " لوصف أعمال محمد المنصوري الإدريسي. كما يمكنه أن يتبنى هذه الصيغة المشهورة لبول كلي حين يقول: "اللون يمتلكني. لا داعي للبحث عنه. إنه يمتلكني، أعرف ذلك. هذا هو معنى اللحظة السعيدة : أنا واللون شيء واحد. أنا رسام."

حقا، المنصوري يعلي من عظمة الألوان ويركز بحثه الصباغي على "كثافتها وامتدادها وانتشارها". إنها توحي بالدوار، لذا يمكن مقاربة أعماله وكأنها "معادلة  كروماتية". طبعا هناك أبعاد أخرى لكنها تأتي بعد هذه المعادلة الأساسية والتأسيسية.

لوحاته تثير إشكالية "سر الضوء والألوان" لا فقط لدى الفنان ولكن أيضا لدى الإنسان. المسألة موضوعة لديه بطريقة عميقة أساسية ونهائية، عكس الطريقة السطحية أو المبتذلة كما هي لدى البعض.

براعة وفن هادف في خدمة رؤية متأملة، ندرك من خلالها صلة صوفية بين اللون والروحانية أو بين الروحانية المنبثقة من اللون.

مباشرة بعد وضع إشكالية "سر الضوء والألوان " في أعماله الفنية هناك إشكالية أخرى هي إشكالية "سر الحياة والإبداع " وهي إشكالية أنطولوجية وجودية تبحث فيما هو إلهي لكن إنطلاقا من "المعادلة الكروماتية" التي تكثف كل الأسئلة. هكذا نشعر بمفاهيم المحايثة والتعالي كمفاهيم تأويلية للأعمال الفنية للمنصوري.

وعلى مستوى آخر، تعرف أعماله بأشكالها ومظاهرها وأطيافها الطافية فوق اللوحة. هذه الأشكال هي في الغالب إفرازات للذاكرة، لذكريات اللحظات، لإعادة ظهور واستجلاء موجودات أو كائنات غائرة في أغوار مخيال الفنان. لكن تبقى هذه "الأشكال الطيفية" خاضعة فيما وراء قيمتها ومعناها الخاصين  للألوان التي تمنحها الحياة. إنها هنا لخدمة الرمزية الأساسية للألوان. ألا وهي الإلتباس والإشراق والإبهار .

من الصعب عزلها عن "المعادلة الكروماتية " التي تحدد وتشرح هذه الأعمال الفنية الفريدة و التي لا يمكن تقليدها.



 
  طنجة الأدبية (2016-12-22)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

معرض فني مشترك بدار الفنون بالدار البيضاء-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia